قصيدة رثاء للشاعر الكبير / محمود درويش

قصيدة رثاء للشاعر الكبير / محمود درويش





حين يبكي الشعر



استاذي الشاعر العملاق ، جبل الكلمات / محمود درويش

نحن أصغر بكثير من أن نقول قصائد في رثائك .. ولكن هي كلمات اختلجات في صدري فتقبلها مني ..




(1)

"تصبحون على وطن"

هو من قالها

هو من بعثر حروف اللغة برحيله

وسجدت الكلمات لروعة أقلامه

هو أمير الشعراء وصاحب عرش العظماء

هو من دفع الثمن

وهو من قال " تصبحون على وطن"



(2)

علمنا الحروف الوطنية

هو من نقش وطناً من صخور الجبل

ومن أعطانا للعودة خيوط الأمل

هو المدرج اسمه في قوائم الممنوعين

و المنفيين

والمطلوبين

هو من علمنا الحروف الأبية

لنقاتل تحت ظل الكوفية



(3)

أرثيك اليوم
أستاذا
ومدرسة
وانساناً عليا


وأحتفظ بدمعتي
على همزة الوصل وفيا



فسلام عليك

يوم تبعث حيا



(4)

من سيحمل بعدك الرايه ؟!!!

ونحن نعلم أن رايتك ثائرة

وكلماتك ثائرة

وأقلامك ثائرة

فمن بعدك يا سيدي لا نستحق الا

الموت

بطلقة غادرة



(5)

أعطوك قبراً في رام الله

فهنياً للزائرين

هنياً للمقيمين .. وللراحلين



أعطوك قبراً ...لترى دوما قبة الصخرة

والحجر والزهرة

والنار والجمرة





أعطوك قبراً .. لترعي بكلماتك الثورة

ولترقد مثل أبو عمار

ومثل ياسين الثوار

فأكتب في قبرك قصيدة العودة

وأكسر في قبرك

كل حصار



وادفن معك كل حروف الكلام .. وادفن الاقلام



واترك حصانك وحيداً

فأنت من يستحق أن يمتطيه

فنحن عائدون .. نحن عائدون

انا لله وانا اليه راجعون