محمود...نم
لأجل الواقفين على حبال الصمت
أنت قصيدة
يتكلمون فيسجنون
و يسجنون فيعدمون
و يعدمون فيسقطون
و يسقطون لكي يعودوا من جديد
واقفين على حبال الصمت
دون قصيدة
يا أيها المهدور في زمن النضال المصطنع
هذا كذاك...يخاف دوما أن يقع
لا عن حبال الصمت ، لكن
عن حبال العهر في لغة الوشاية
و القمامة و العفن
لغة السكارى و الوشاة
أمام فاجعة الوطن
يستعرضون رجولة مغشوشة
يتمايلون كما لعوب
يرقصون و ينشدون الشعر في صحرائهم
كل الذين ملأتهم
وطنا بكوك و قد رحلت
لم يكتب النص الأخير
على قصاصات الجرائد
أو على خيط الكفن
من ذا سيكمل ما بدأت
و أنت أعلنت الكتابة ضدهم ؟
أي انتحاري سينزف كل هذا الحبر مثلك ؟؟
أي قائد ؟
كلهم خانوك حتى خان رجع الصوت صوتك
من به راهنت ؟
ضيعت الرهان و ضاع نردك
لا تقامر
أبق وجهك في اتجاه الشمس دوما
لن ترى ظلا ، و لكن،
قد ترى للبوح وشما
لا تسافر
قاوم الهرب الذي يغريك
و امكث في المدينة
لا تقامر...و انتبه
لا ترم نردك
ليس فيه سوى وجوه ستة
و تريد وجها سابعا
يا مستحيل الحلم
نردك ليس مغشوشا
فماذا بعد تبغي ؟
فيه فاء ، فيه لام
فيه سين ، فيه طاء
فيه ياء ، فيه نون
فيه يجتمع الوطن
تحتاج نردا حين يرمى
فوق هذي الأرض يبعث ميتوها
لا تقامر...و انتبه
الضوء لا يعني بياض اللون
قد يعني سوادا
فيه تلمح ما تخفى في بياض زائف
أجل رحيلك كي تتم كتابة التاريخ
وحدك تملك الكلمات و السر المضاع
أليس ثمة موعد للموت إلا موعدك ؟
يا أول الشهداء فينا...لا تغب
يا آخر الشهداء فيهم...فلتجب
يا أوسط الشهداء لا فينا و لا فيهم
بربك...من تحب ؟
لن يستقيم الدمع يوما بيننا
نبكي و لا أحد يرانا حين نبكي
إن فينا كل ما فينا من الفقدان
و الحزن المكابر
غير إنا نعلن الصبر الأبي أمامهم
حتى نضاهي باختبار الموت من شمتوا بنا
و يزيد صبر الأنبياء بنا شماتتنا بهم
هذا المديح
و زغردات النسوة الخجلى
بكاء فراشة
ذكر اليمام لما كتبت
و ما قرأت
حصانك الباقي وحيدا
صوت صمتك
صمت صوتك
أن تكون و لا تكون
كأن عيسى فيك شيء منه
مت و لم تمت
- من قبل مات...و لم يمت -
للغيم مد مداك
مد يداك
لا تنظر و راءك
لن ترى إلا حداد القلب حزنا
و البكاء على رحيلك
هاربا سهوا كأنك لم ترد
أحدا ليسمع منك أمنية الختام
و أنت تهمس باعتراف ساذج :
" أنا لم أمت
إلا لتنجو أنت من موتي
فكن زوربا
سترقص حين يبلعك الحصار "
محمود مت كما يموت السنديان مكابرا
و كما يموت السرو و العرعار و الشجر الكبير
هل مت حقا ؟
لا ، رحلت عن الحياة و لم تمت
ما زلت حيا بيننا
فدع الذهول لنا
و قل شعرا لمن ظلوا هنالك بانتظارك
قل لهم شيئا عن التاريخ
عن لون التراب
و عن غد
كالبحر يكبر كي يحاصر في خيالك
فلتنم
درويش أي اسم يليق بنا
و كل اسم تضيع حروفه
لو قيل بعدك ؟
هل أضعنا – مذ رحلت – الأبجدية ؟
أم ترى عشقتك وحدك
مذ سقيت الشعر عندك ؟
منذ أعلنت الندى لغة أبية ؟
فلتنم
محمود نم
فغدا سيشكرك التراب
و سوف يغسلك المطر
لا تخش شيئا ، لا تخف
النوم ليس نقيصة
في حق مثلك ، فلتنم
ستون عاما كلها مرت و طرفك لم ينم
كم كنت تخشى لو غفوت للحظة
ألا يفارقك الندم
محمود تحت وسادة الكلمات
يجري نهر دم
قد صرت أدرك
أنك المنذور
للوجع القديم
و أنت تزرع في ضمير الشعب
رائحة الوطن
قدر ينام إلى يمينك قاتل
و قتيله جهة اليسار
و أنت بينهما وشم
من أنت ؟
طفل منذ ستين انكسارا
ظل ينتظر انتصارا
ظل يكتب عن ألم
محمود نم
محمود...نم
محمود...
نم
...
لأجل الواقفين على حبال الصمت
أنت قصيدة
يتكلمون فيسجنون
و يسجنون فيعدمون
و يعدمون فيسقطون
و يسقطون لكي يعودوا من جديد
واقفين على حبال الصمت
دون قصيدة
يا أيها المهدور في زمن النضال المصطنع
هذا كذاك...يخاف دوما أن يقع
لا عن حبال الصمت ، لكن
عن حبال العهر في لغة الوشاية
و القمامة و العفن
لغة السكارى و الوشاة
أمام فاجعة الوطن
يستعرضون رجولة مغشوشة
يتمايلون كما لعوب
يرقصون و ينشدون الشعر في صحرائهم
كل الذين ملأتهم
وطنا بكوك و قد رحلت
لم يكتب النص الأخير
على قصاصات الجرائد
أو على خيط الكفن
من ذا سيكمل ما بدأت
و أنت أعلنت الكتابة ضدهم ؟
أي انتحاري سينزف كل هذا الحبر مثلك ؟؟
أي قائد ؟
كلهم خانوك حتى خان رجع الصوت صوتك
من به راهنت ؟
ضيعت الرهان و ضاع نردك
لا تقامر
أبق وجهك في اتجاه الشمس دوما
لن ترى ظلا ، و لكن،
قد ترى للبوح وشما
لا تسافر
قاوم الهرب الذي يغريك
و امكث في المدينة
لا تقامر...و انتبه
لا ترم نردك
ليس فيه سوى وجوه ستة
و تريد وجها سابعا
يا مستحيل الحلم
نردك ليس مغشوشا
فماذا بعد تبغي ؟
فيه فاء ، فيه لام
فيه سين ، فيه طاء
فيه ياء ، فيه نون
فيه يجتمع الوطن
تحتاج نردا حين يرمى
فوق هذي الأرض يبعث ميتوها
لا تقامر...و انتبه
الضوء لا يعني بياض اللون
قد يعني سوادا
فيه تلمح ما تخفى في بياض زائف
أجل رحيلك كي تتم كتابة التاريخ
وحدك تملك الكلمات و السر المضاع
أليس ثمة موعد للموت إلا موعدك ؟
يا أول الشهداء فينا...لا تغب
يا آخر الشهداء فيهم...فلتجب
يا أوسط الشهداء لا فينا و لا فيهم
بربك...من تحب ؟
لن يستقيم الدمع يوما بيننا
نبكي و لا أحد يرانا حين نبكي
إن فينا كل ما فينا من الفقدان
و الحزن المكابر
غير إنا نعلن الصبر الأبي أمامهم
حتى نضاهي باختبار الموت من شمتوا بنا
و يزيد صبر الأنبياء بنا شماتتنا بهم
هذا المديح
و زغردات النسوة الخجلى
بكاء فراشة
ذكر اليمام لما كتبت
و ما قرأت
حصانك الباقي وحيدا
صوت صمتك
صمت صوتك
أن تكون و لا تكون
كأن عيسى فيك شيء منه
مت و لم تمت
- من قبل مات...و لم يمت -
للغيم مد مداك
مد يداك
لا تنظر و راءك
لن ترى إلا حداد القلب حزنا
و البكاء على رحيلك
هاربا سهوا كأنك لم ترد
أحدا ليسمع منك أمنية الختام
و أنت تهمس باعتراف ساذج :
" أنا لم أمت
إلا لتنجو أنت من موتي
فكن زوربا
سترقص حين يبلعك الحصار "
محمود مت كما يموت السنديان مكابرا
و كما يموت السرو و العرعار و الشجر الكبير
هل مت حقا ؟
لا ، رحلت عن الحياة و لم تمت
ما زلت حيا بيننا
فدع الذهول لنا
و قل شعرا لمن ظلوا هنالك بانتظارك
قل لهم شيئا عن التاريخ
عن لون التراب
و عن غد
كالبحر يكبر كي يحاصر في خيالك
فلتنم
درويش أي اسم يليق بنا
و كل اسم تضيع حروفه
لو قيل بعدك ؟
هل أضعنا – مذ رحلت – الأبجدية ؟
أم ترى عشقتك وحدك
مذ سقيت الشعر عندك ؟
منذ أعلنت الندى لغة أبية ؟
فلتنم
محمود نم
فغدا سيشكرك التراب
و سوف يغسلك المطر
لا تخش شيئا ، لا تخف
النوم ليس نقيصة
في حق مثلك ، فلتنم
ستون عاما كلها مرت و طرفك لم ينم
كم كنت تخشى لو غفوت للحظة
ألا يفارقك الندم
محمود تحت وسادة الكلمات
يجري نهر دم
قد صرت أدرك
أنك المنذور
للوجع القديم
و أنت تزرع في ضمير الشعب
رائحة الوطن
قدر ينام إلى يمينك قاتل
و قتيله جهة اليسار
و أنت بينهما وشم
من أنت ؟
طفل منذ ستين انكسارا
ظل ينتظر انتصارا
ظل يكتب عن ألم
محمود نم
محمود...نم
محمود...
نم
...